Nadim Gemayel's Speech on the 24th Anniversy Memorial
الآلاف احيوا الذكرى الـ 24 لاغتيال بشير ... وجعجع يشارك للمرة الاولى
Written by راغدة بهنام- البلد
نديم الجميل: قواعد التعايش لا تسمح لأي طائفة ان تقرر وحدها مصير لبنان
Check the photo gallery pictures of the 14th of September event.
Click here to hear Sheikh Nadim Speech of the event
في يوم عيد ارتفاع الصليب منذ اربعة وعشرين عاما رفع لبنان على الصليب هو أيضا مع اغتيال رئيسه بشير الجميل. رئيسه الذي كان بدأ بتأسيس الدولة القادرة، دولة المؤسسات والحريات تحت شعار "لبنان اولا"، اغتيل يومها. بشير الذي انجز في 24 يوما ما لم يستطع احد انجازه في 24 عاما، قتلوه في ذلك اليوم، وقتلوا معه الحلم بلبنان القادر القوي الموحّد.
في كل عام في الرابع عشر من أيلول يتجمع البشيريون والقواتيون في الاشرفية في ساحة كنيسة الايقونة العجائبية لاحياء ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد بشير الجميل. في كل عام يهتف الحاضرون "بشير حي فينا" ويجددون وعدهم للقائد الذي جاء كالحلم ورحل عنهم كالحلم أيضا. وعدهم بالحفاظ على لبنان الـ 10452 كلم2، وعدهم بالحفاظ على لبنان دولة المؤسسات ودولة الحريات ...
هذا العام لم تختلف المناسبة ولم تتغير الوعود. ولكن حدثا بأهمية احياء الذكرى كان حاضرا بقوة. القائد الذي خلف بشير الجميل والذي شبهه كثيرون به لناحية حزمه وقدرته على القيادة ورؤيته النافذة للامور، هذا القائد "الحكيم" كان حاضرا شخصيا، جسديا وروحيا، للمرة الاولى وشارك في احياء ذكرى بشير. في الاعوام السابقة، كان حضوره أشبه بحلم هو أيضا. في كل عام كان يهتف محبوه باسمه متمنين أن يأتي اليوم الذي يشاركهم فيه هذه الصلاة. أمس تحقق حلمهم. الحلم الذي اراد البعض التأكد من انه أصبح حقيقة، فراحوا يتدافعون ويقفزون فوق الحواجز الحديدية متخطين عناصر الامن الخاصين، فقط في محاولة منهم لرؤية الحكيم عن قرب ولمسه. كثيرون حاولوا الاقتراب منه ولكن رجال امن الحكيم الذين انتشروا بين الجموع مرتدين اللباس الاسود والنظارات الداكنة، كانوا لهم بالمرصاد.
الشاب العشريني الذي قفز فوق الحاجز لحظة مرور جعجع في باحة الكنيسة متوجها الى الداخل، لم يتمكن من رؤية الحكيم شخصيا، بل وقع في ايدي اربعة رجال أمن حملوه واعادوه الى مكانه بين الجموع. لم تعنيهم تضرعاته لرؤية الحكيم للمرة الاولى في حياته. قال انه حاول المرور من دون احداث شغب ولكن لم يسمحوا له. الحكيم بالامس كان "النجم". الترحيب الذي لقيه من مناصريه كان استثنائيا والتهليل له كان فريدا والحشد الذي تجمّع في باحة الكنيسة وفي محيطها كان ايضا كبيرا. كيف لا وهو يشارك للمرة الأولى في احياء ذكرى بشير الجميل. وللمرة الاولى يشارك مناصريه احتفالا مهما بالنسبة اليهم بعد خروجه من السجن. هتفوا له كثيرا بقدر ما هتفوا لبشير. ورفعوا صوره الى جانب صور القائد الراحل. وتجمعوا في شوارع الاشرفية بالآلاف فأغلقوا الكثير من منافذها. عشرات الباصات ومئات السيارات المزينة بأعلام الكتائب والقوات اللبنانية وفدت أمس الى الاشرفية قادمة من كل المناطق.
المتغيرات
أمس لم يكن حضور جعجع المتغير الوحيد مقارنة بالسنوات الماضية. فالهتافات أيضا برزت فيها متغيرات. هتافات جديدة اضيفت الى تلك القديمة. ففي الماضي، كان الهتاف ضد سورية أمرا محسوما. اليوم، اصبح الهتاف ضد ايران وحزب الله وميشال عون، اساسياً ايضا، بحسب القواتيين. علما ان الهتافات ضد عون حصرت عندما طلب اليهم نديم الجميل عدم تكرارها. اليافطات التي تحمل كلاما جديدا كان لا بدّ منها أيضا، بحسب حامليها، خصوصا بعد "حرب تموز 2006" وبعد الخطابات النارية لامين عام حزب الله حسن نصرالله. فالتهديد، حسب احد الحاضرين المتحمسين، لا بدّ ان يقابله تهديد آخر، ولذلك ربما رفعت يافطة كتب عليها: "نحن قديسو هذا الشرق وشياطينه قادرون على احراقه ان أحرقوا أصابعنا".
مقتطفات خطابات بشير التي بثت بعد القداس، كان لا بدّ ان تتلاءم أيضا مع الواقع الذي نعيشه اليوم. فصوت بشير الحازم والذي يطالب برئيس قوي يرضى عنه اللبنانيون، كان يصدح في باحة الكنيسة : "الرئيس اللي بدو يجي اذا بدو ياه العالم كلو ... حتى الفاتيكان ... اذا هالرئيس ما بيناسبنا ما بيجي".
الكلمات
على وقع الهتافات والتصفيق المرحبة بالدكتور سمير جعجع، رفعت الصلوات في الساعة الرابعة، بعد عشر دقائق وأربعة وعشرين سنة على استشهاد بشير. الكلمتان اللتان القيتا في المناسبة، كلمة المحتفل بالذبيحة الالهية المطران بولس مطر، وكلمة نجل الرئيس الشهيد نديم الجميل، ركزتا على ضرورة وجود الدولة القوية القادرة ودور المسيحيين فيه.
مطر الذي استرجع في كلمته صفات بشير، قال: "بشير الذي تحول الى رمز مشرق لهذا الوطن القادر على النهوض والذي سينهض باذنه تعالى، وسيكون علامة من علامات التقدم والخلاص لا لابنائه وحسب بل لمنطقته كلها وللعالم بأسره". واضاف : "انبرى هذا الرئيس في تخطيه منطق الحرب وفي توديع زمن السلاح ابنا بارا للبنان مؤمنا بوحدة بنيه ومدافعا عن كيان الـ10452 كلم2 ...". ودعا مطر الى عدم تعطيل الدولة التي بنيناها طوال عقود وقال : "دولتنا هي عصارة تضحيات قمنا بها على مسار التاريخ واشترك في صنعها الجميع قادة وافرادا، فمن غير المعقول ان نعطل دولتنا بأيدينا عائدين الى الوراء...".
نديم الجميل
نديم الذي القى كلمة بعد انتهاء القداس في الباحة الخارجية للكنيسة، بدأ كلمته متوجها الى والده، وقال : "هذه السنة افتقدناك قائدا يصنع مصير لبنان ويجسد حضوره المسيحي الفاعل فلا يدع أحداً يهمش دور المسيحيين في بناء لبنان المستقبل... سنظل نفتقدك يا بشير ما لم تطل من معاناة هذا الشعب قيادة تحاور كما أنت حاورت ...".
وقال نديم ان ما يميز ذكرى هذا العام انها "تعقب حربا تدميرية على لبنان اعادته سنوات الى الوراء من الناحية الاقتصادية، وعقوداً من الناحية الوطنية". واضاف ان "هذه الحرب مستمرة ما دامت اسبابها لم تعالج بشكل نهائي. ان قواعد التعايش في دولة واحدة لا تسمح لاي طائفة او مذهب او حزب او فئة ان تقرر وحدها مصير لبنان وان تتفرد في قرار السلم والحرب". وقوطع نديم بالتصفيق الحار والهتاف المعادي لايران وحزب الله لدى قوله : "لا هذه الحرب كانت حربنا ولا هذا السلام هو سلامنا". وتحدث عن تغييب المسييحين في القرارات اليوم وقال ان سببها استمرار رئيس الجمهورية في منصبه وهو "مطعون بشرعيته". وشدد على ان الدور المسيحي "هو ضمان للكيان اللبناني وللوحدة الوطنية والسلام الاهلي"، وقال ان "أي مس به يهدد امن لبنان والمنطقة". واضاف : "لا يجوز لاي احد في لبنان ان يفكر بأمنه الذاتي وبمصيره الذاتي حين تكون الدولة موجودة متحررة قوية وفاعلة... ولا يجوز للمسيحيين ان يتشاركوا في الوطن الا مع المسلمين اللبنانيين". وحذّر نديم من ان "يعتبر احد ان ايماننا بهذه المسلمات يجيز له قضم دورنا الريادي في لبنان"، داعيا كل الاطراف المسيحيين الى وقف السجالات والاتهامات المتبادلة. بعد ذلك، توجهت عقيلة الرئيس الشهيد النائبة صولانج وولديها والدكتور جعجع الى مكان الاغتيال امام بيت الكتائب في الاشرفية ووضعوا اكاليل من الزهر.
14 آذار شاركت
وغاب التمثيل الرسمي للتيار
حضر القداس الى جانب النائبة صولانج الجميل وولديها نديم ويمنى وافراد العائلة، رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، الرئيس الاعلى لحزب الكتائب امين الجميل وعقيلته جويس، رئيس حزب الكتائب كريم بقرادوني، وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض، وزير الصناعة بيار الجميل، وزير الدولة ميشال فرعون، النواب : جورج عدوان، فريد حبيب، انطوان غانم، سيرج طورسركيسيان، عاطف مجدلاني، آغوب بقرادونيان، عبدالله فرحات، روبير غانم، أكرم شهيب، هنري حلو، غطاس خوري، اضافة الى القيادي السابق في التيار الوطني الحر الياس الزغبي، ومسعود الاشقر ودافيد عيسى، ونقيب الصحافة محمد البعلبكي، وحشد من الشخصيات السياسية والدينية والحزبية. اشارة الى ان العماد ميشال عون لم يكن ممثلا في القداس على عكس العام الماضي حيث تميز بحضور عدد كبير من نواب الاصلاح والتغيير، واقتصر الحضور هذا العام على القياديين في التيار ألان عون وميشال شدرفيان.